محمــــــد الرسول والآخريـــن
محمد الرسول والآخرين
خلقت مبرءا من كل عيب،وأحسن منك لم تر عيني،فأنت الأول في صدق الحديث والأمانة والكرم و حسن الشمائل والتواضع،فأنت أعلم الخلق بالله ،وأفصح الخلق نطقا،أنصح الخلق للخلق و أحلم الناس فعيلك من النور النبوة رونق ،ومن خليل هديه سيماء،لقد فاقت محبتي كل من عاش على الثرى ،لك يا رسول الله صدق محبة ،بالوحي والقرآن أنت مطهرا،فأنت الحبيب الذي ترجى شفاعته لكل هول من الأهوال مقتحم،فالله كرر في تبجيلك سورا،وألبس الشمس منه نورا وقمرا
يا خير من دفنت في التراب أعظمه فطاب من طيبهن القاع والأكم
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه فيه العفاف وفيه الجود والكرم
نور يهدي الحائرين ضيائه وفي الحشر ظل المرسلين لواؤه
لقد تحدث الكثيرون عن محمد صلى الله عليه وسلم ،ولفتت عبقريته وذكائه انتباههم،اذ لم يتمكنوا من وضعه اطار أوقالب يناسب ميولهم وأهوائهم ،فهو الأول بدون منازع
المستشرقة الإيطالية لورا
فيشيا فاغليري كقول
"كان
محمد المتمسك دائمًا بالمبادئ الإلهية شديد التسامح، وبخاصة نحو أتباع الأديان
الموحدة، لقد عرف كيف يتذرع بالصبر مع الوثنيين، مصطنعًا الأناة دائمًا."
وقول المستشرق الفرنسي جوستاف
لوبون
"قد
كان محمد ذا أخلاق عالية، وحكمة، ورقة قلب، ورأفة، ورحمة، وصدق وأمانة."
وقال أيضًا: "إذا ما قيست قيمة الرجال بجليل أعمالهم؛ كان محمد من أعظم
من عرفهم التاريخ، وقد أخذ علماء الغرب ينصفون محمدًا، مع أن التعصب الديني أعمى
بصائر مؤرخين كثيرين عن الاعتراف بفضله."
ما العالم الألماني رودي
بارت أ
"كان من بين ممثلي حركة التنوير من رأوا في النبي العربي أدلة
الله، ومشرعًا حكيمًا، ورسولًا للفضيلة، وناطقًا بكلمة الدين الطبيعي الفطري،
ومبشرًا به."
الأستاذ
الجامعي مارسيل بوازار
"سبق
أن كُتِب كل شيء عن نبي الإسلام ، فأنوار التاريخ تسطع على حياته التي نعرفها في
أدق تفاصيلها
والصورة التي خلفها محمد عن نفسه، تبدو -حتى وإن عُمِدَ إلى تشويهها- علميةً
في الحدود التي تكشف فيها -وهي تندمج في ظاهرة الإسلام عن مظهر من مظاهرالمفهوم
الديني، وتتيح إدراك عظمته الحقيقية."
وقال
أيضًا: "لم يكن محمد على الصعيد التاريخي مبشرًا بدين وحسب، بل كان كذلك مؤسس
سياسة غيّرت مجرى التاريخ، وأثرت في تطور انتشار الإسلام فيما بعد على أوسع نطاق."
المفكر الفرنسي لامارتين
"إذا كانت الضوابط التي نقيس بها عبقرية الإنسان هي سمو
الغاية والنتائج المذهلة لذلك رغم قلة الوسيلة، فمن ذا الذي يجرؤ أن يقارن أيا من
عظماء التاريخ الحديث بالنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) في عبقريته؟ فهؤلاء
المشاهير قد صنعوا الأسلحة وسنوا القوانين وأقاموا الإمبراطوريات. فلم يجنوا إلا أمجادا
بالية لم تلبث أن تحطمت بين ظهرانَيْهم."
لكن هذا الرجل محمدا صلى الله عليه وسلم لم يقد الجيوش
ويسن التشريعات ويقم الإمبراطوريات ويحكم الشعوب ويروض الحكام فقط، وإنما قاد
الملايين من الناس فيما كان يعد ثلث العالم حينئذ. ليس هذا فقط، بل إنه قضى على
الأنصاب والأزلام والأديان والأفكار والمعتقدات الباطلة..
لقد صبر النبي وتجلد حتى نال النصر (من الله). كان طموح
النبي (صلى الله عليه وسلم) موجها بالكلية إلى هدف واحد، فلم يطمح إلى تكوين
إمبراطورية أو ما إلى ذلك. حتى صلاة النبي الدائمة ومناجاته لربه ووفاته (صلى الله
عليه وسلم) وانتصاره حتى بعد موته، كل ذلك لا يدل على الغش والخداع بل يدل على
اليقين الصادق الذي أعطى النبي الطاقة والقوة لإرساء عقيدة ذات شقين: الإيمان
بوحدانية الله، والإيمان بمخالفته تعالى للحوادث..
فالشق الأول يبين صفة الله (ألا وهي الوحدانية)، بينما الآخر
يوضح ما لا يتصف به الله تعالى (وهو المادية والمماثلة للحوادث). لتحقيق الأول كان
لا بد من القضاء على الآلهة المدعاة من دون الله بالسيف، أما الثاني فقد تطلّب
ترسيخ العقيدة بالكلمة بالحكمة والموعظة الحسنة.
هذا هو محمد (صلى الله عليه وسلم) الفيلسوف، الخطيب،
النبي، المشرع، المحارب، قاهر الأهواء، مؤسس المذاهب الفكرية التي تدعو إلى عبادة
حقة، بلا أنصاب ولا أزلام. هو المؤسس لعشرين إمبراطورية في الأرض، وإمبراطورية
روحانية واحدة. هذا هو محمد صلى الله عليه وسلم.
بالنظر لكل مقاييس العظمة البشرية، أود أن أتساءل: هل
هناك من هو أعظم من النبي محمد صلى الله عليه وسلم؟
الفيلسوف إدوار مونته
الفرنسي
"عرف محمد بخلوص النية والملاطفة وإنصافه في الحكم، ونزاهة
التعبير عن الفكر والتحقق، وبالجملة كان محمد أزكى وأدين وأرحم عرب عصره، وأشدهم
حفاظاً على الزمام فقد وجههم إلى حياة لم يحلموا بها من قبل، وأسس لهم دولة زمنية
ودينية لا تزال إلى اليوم."
ليست هناك تعليقات