ضع اعلان هنا

اخر الأخبار

للقلــــــق موضوع

         لا تقلــــــق الحـــــــل موجــــــــود   


للقلـــق موضوع

القلق هو حالة نفسية فيزيولوجية ،تظهر على شكل دائم نيتجة لشعور الشخص بوجود خطر يهــدده(فعلي/وهمي).
وهو حالة مزاجية موجهة نحو المستقبل ،وفيه يكون الشخص على استعداد لمحاولة التعامل مع الأحداث السلبية الداهمة .
فهو رد فعل طبيعي للضغط ،وقد يكون مفيدا "القلق" للأنه ينذر لحالة خطر فعلية ،حتى يستطيع الشخص الاستعداد لمجابهة كل ما يمكن أن يهدد بقاءه ووجوده.
  لذلك يشعر الفرد عندما يداهمه خطر بانفعال تام ويبذل قصرى جهده لدفعه وحماية نفسه من التغيرات الجسمية.

  قال ابن منظور:

"القلق هو: الانزعاج، يقال: بات قلقاً وأقلقه غيره، وأقلق الشيء من مكانه وقلقه حركه، والقلق: ألا يستقر في مكان واحد".

وفي تعريف آخر للقلق قيل هو:" الشعور بالخوف الزائد من شر متوقع، والإحساس بالعجز عن مواجهته. وهذه الحالة النفسية المرضية تتميز بعدم الرضا وعدم التأكد والاضطراب، وتنجم عن الخوف مما يمكن أن يقع غالباً، أو مما قد وقع"

وقد تختلف مدلولات كلمات القلق والخوف عند البعض ونسوق هنا تعريف مقتضب ،فالقلق هو التفكير في أحداث المستقبل ،أما الخوف وهذا ليس موضوعنا، فهو رد فعل لأحداث حالية.
 والقلق أكثر الاضطرابات شيوعا ،ويزداد حدوثه في الفترات الانتقالية من العمر(الطفولة-المراهقة-الشيخوخة-سن اليأس عند النساء) و له أنواع مختلفة أهمها :
- القلق الوجــــودي :الشك في أسباب الحياة ومعناه.
- القلق الاجتمـــاعي:عدم الارتياح عند الاختلاط بالغرباء أو الاشخاص بشكل عام.
- القلق من الامتحان: الخوف من الرسوب والفشل.

وتكون أعراضه ظاهرة للعيان ،كضيق في التنفس،ألم الصدر،الغثيان،خفقان القلب ، الصداع،آلام المعدة ،والتعرق والارتعاش و اتساع حدقة العين.

 ان التقدم  التكنولوجي الهائل  وما أفرزه من تخصصات نانوية دقيقة في شتى المجالات وخاصة الطبية منها ،لم يستطيع أن  يرفع عن عدد هائل من البشر شبه هذا الوحش المرعب، الذي دمر كيانات بشرية بأكمها، وحطم أبراجا مشيدة من الحياة والعطاء ،وسفه احلام وسفراء الصحة ومناديها  (كالمنظمات العالمية والحكومية والجمعيات والكيانات ذات الطابع الاجتماعي والصحي).
  
يقول ديل كارنيجي في كتابه الشهير "دع القلق وابدأ الحياة" :

 إن كل شخص من عشرة أشخاص في أمريكا مهدد بالانهيار العصبي، ومرجع ذلك على العموم هو القلق .... لقد دلت الإحصائيات في الولايات المتحدة الأمريكية أن القلق إنما هو القاتل الفعال للأمريكيين الذين يلاقون حتفهم ، فقد قتل القتل في أثناء الحرب العالمية الثانية ثلث مليون مقاتل تقريبا ..... إن الأمريكيين الذين يموتون من جراء الانتحار يفوق عددهم عدد الذين يموتون بالأمراض المختلفة مجتمعة !! لماذا ؟ من المؤكد أن الجواب هو القلق الذي يفقدهم وعيهم ويقلب حياتهم إلى جحيم لا يطاق .

  كما أعتقد أن الشعوب تتفاوت في الخسائر والاضرار ،فالحضارات القديمة ذات الطابع الاديولوجي و المعرفي حصنت نفسها طيلة قرون عديدة ضد كثير من الهواجس ،أهمها النفسية،وذلك بالرجوع الى مدخرات حضاراتهم وتنمية مخزونهم و ارثهم الثقافي والمعرفي.
  فالأمراض النفسية التي هتكت جدار المناعة المحصن بالمعرفة والتقدم العلمي للغرب سبب ضررا مباشرا للنفس البشرية عموما ، فهذا النزيف يجب أن يتوقف ، ويجب أن تدار المعضلات بشكل عقلا ني و مفيد حتى تنعم البشرية بالسلام والراحة النفسية.

 فالاسلام قدم حلولا في ذلك من خلال القرآن والسنة.

 وقد ساعنا الله عل تلمس الطريق والمنهاج الصحيح الذي يقينا شر الامراض النفسية كالقلق لتسعدنا في الدنيا ،وذلك بالاتجاء الى والتوكل عليه قال الله تعالى في محكم التنزيل :
{وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَل لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقُهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِب وَمَن يَتَوَكَّل عَلَى اللهِ فَهُوْ حَسْبُهُ} وللخروج من دوامة القلق والتوتر ،عليك بالصلاة والصبر قال الله تعالى:

{وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ

ولإزالة أسباب التوتّر اعتمد على ما قاله سبحانه وتعالى دائمًا، يقول جلّ جلاله: 

"الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ الله ألَا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُ الْقُلُوب ".

 والخوف فطري في الانسان ، فقال سبحانه وتعالى: 
"إنَّ الإنْسَانَ خُلِقَ هَلوعًا إذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا وَإذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا".
  ولكي تنعم بالهدوء والسكينة والاستقرار تحلى بالسلوك القويم والصراط المستقيم
   قال سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: 
”عجبًا لأمْر المؤمن، إنَّ أمْرَه كلَّه له خير، وليس ذلك لأحدٍ إلاَّ للمؤمن، إنْ أصابته سرَّاءُ شَكَر، فكان خيرًا له، وإنْ أصابته ضرَّاءُ صَبَر، فكان خيرًا له” .

 أعتقد أن المسلم لا يعتبر الدنيا أكبر همه ،اذ كفل الله له الرزق والصحة فما عليه الا اتباع المنهج القرآني والسنة العطرة المحمدية
عن أنس رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم :
 " من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه و جمع له شمله و أتته الدنيا و هي راغمة ، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه و فرق عليه شمله و لم يأته من الدنيا إلا ما قدر له" 
فكلّ من أعرض عن عبودية الله وطاعته ومحبته بُلِيَ بعبودية المخلوق ومحبته وخدمته.

يعْشُ عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين".          ومنقال الله تعالى:

قال الشيخ محمد الغزالي رحمه الله في كتابه الفريد " فن الذكر والدعاء عند خاتم النبيين"
 يقول فيها : "إن النفس التي يقول الله لها :
{ فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي }
 هي النفس المطمئنة ، نفس من طراز خاص ، نفس استراحت إلى الله وتعاليمه ، وآثرته - سبحانه – على غيره من مغريات المال والجاه ، ولم يكن ذلك خاطرا مساورا ، بل كان صيغة حياة وتحديد وجهة , وهذا معنى النداء الخالد . 

يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً 



دع التفكير في الماضي  فانه مضى ومهما حاولت فلن يعود، يقول الرسول عليه السلام : 

" وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا ، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل ، فإن لو تفتح عمل الشيطان " .



فاذا سألت فاسأل الله واستعن به
  وتذكر قول رسول الله عليه السلام : 

" إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام وجفت الصحف " .

حاول أن تغير الأشياء السلبية إلى إيجابية .. ويضرب ديل كارنجي مثلا فيقول :
 " إذا لقيت بين يديك ليمونة مالحة ، فحاول أن تصنع منها شرابا سائغا حلوا " 
صلي على النبي تربح

ليست هناك تعليقات