ضع اعلان هنا

اخر الأخبار

التســـــــــــــامح/المسامح كريم/سامح أنت الرابح

 

التســـــــــــــامح/المسامح كريم/سامح أنت الرابح


        التسامح فن ومهارة ، مهارة ترتكز على الاحترام المتبادل واحترام الاختلاف ، وعدم اعتماد الخلافات والأخطاء ، كذريعة    لتجاهل الآخر و ضرورة تخطيها ،والبحث عن القواسم المشتركة وتنميتها والمحافظة عليها، وذلك بالانفتاح على التعدد 
والتنوع .
     والفنان الذكي المتمرس هو من يقتفي أثر المتسامحين والمتساهلين، لكي يغذي روحه المبنية  على العطاء والحب والسلام .
     يختلف معنى التسامح في اللغة العربية عن معناه في اللغات الأجنبية، فقد جاء في قاموس لسان العرب أن السماح والسماحة: الجود، سمح سماحة وسموحة وسماحاً
نجد أن  التسامح في قاموس أكسفورد الإنجليزيّ بأنّه: " العمل ، أو الممارسة المُتمثِّلة بتحمُّل الألم، أو المَشقّة. ويُعرَّف أيضاً بأنّه  : القوّة، أو المقدرة على التحمُّل".
     فالتسامح زينة الفضائل وعمودها الفقري، بالتساهل أو التسامح تتشافى الروح و ينجلي عنها  درن التعصب وكراهية الآخر، و له القدرة على إطلاق مشاعر عظيمة لكي تمسح خاطر كل مخطئ ومظلوم ومقهور، و المسامحة أن تستشعر بنور الله جل جلاله وتستمتع به، لكي يحملك
 إلى الصفاء والنقاء وحب الآخـــر.
 إذا فالتساهل و المسامحة هدية وهبة من الله، رغم أنها لا تكلف شيئا.
     قال ابن حجر:
"السهولة والسماحة متقاربان في المعنى.. والمراد بالسماحة ترك المضجرة ونحوها. وفيه الحض على السماحة في المعاملة، واستعمال معالي الأخلاق، وترك المشاحنة، والحض على ترك التضييق على الناس في المطالبة، وأخذ العفو منهم".
    الشجاعة  والقوة هو أن تخشى التسامح، لأجل بــذر المستقبل أو زرع أمل أو تثبيت حلما، بل من الواجب أن تنعشه وتغذيه بالحب لا غير، لأن التسامح هو الباب الأخير للحب.


    

عن عائشة -رَضِيَ اللَّهُ عَنها-: أنّها قالت للنبي -صلى الله عليه وسلم-:
 "هلْ أتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كانَ أشَدَّ مِن يَومِ أُحُدٍ، "قالَ: لقَدْ لَقِيتُ مِن قَوْمِكِ ما لَقِيتُ، وكانَ أشَدَّ ما لَقِيتُ منهمْ يَومَ العَقَبَةِ، إذْ عَرَضْتُ نَفْسِي علَى ابْنِ عبدِ يالِيلَ بنِ عبدِ كُلالٍ، فَلَمْ يُجِبْنِي إلى ما أرَدْتُ، فانْطَلَقْتُ وأنا مَهْمُومٌ علَى وجْهِي، فَلَمْ أسْتَفِقْ إلَّا وأنا بقَرْنِ الثَّعالِبِ فَرَفَعْتُ رَأْسِي، فإذا أنا بسَحابَةٍ قدْ أظَلَّتْنِي، فَنَظَرْتُ فإذا فيها جِبْرِيلُ، فَنادانِي فقالَ: إنَّ اللَّهَ قدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ، وما رَدُّوا عَلَيْكَ، وقدْ بَعَثَ إلَيْكَ مَلَكَ الجِبالِ لِتَأْمُرَهُ بما شِئْتَ فيهم، فَنادانِي مَلَكُ الجِبالِ فَسَلَّمَ عَلَيَّ، ثُمَّ قالَ: يا مُحَمَّدُ، فقالَ، ذلكَ فِيما شِئْتَ، إنْ شِئْتَ أنْ أُطْبِقَ عليهمُ الأخْشَبَيْنِ؟ فقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: بَلْ أرْجُو أنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِن أصْلابِهِمْ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ وحْدَهُ، لا يُشْرِكُ به شيئا ".  
     من ذلك القلوب النقية  و النفوس الزكية وحدها تعرف و تحسن فن التسامح.
     
عن أنس -رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ   قال:
 "كُنْتُ أمْشِي مع رَسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وعليه بُرْدٌ نَجْرَانِيٌّ غَلِيظُ الحَاشِيَةِ، فأدْرَكَهُ أعْرَابِيٌّ فَجَبَذَهُ برِدَائِهِ جَبْذَةً شَدِيدَةً، حتَّى نَظَرْتُ إلى صَفْحَةِ عَاتِقِ رَسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قدْ أثَّرَتْ بهَا حَاشِيَةُ البُرْدِ مِن شِدَّةِ جَبْذَتِهِ، ثُمَّ قالَ: يا مُحَمَّدُ مُرْ لي مِن مَالِ اللَّهِ الذي عِنْدَكَ، فَالْتَفَتَ إلَيْهِ رَسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ ضَحِكَ، ثُمَّ أمَرَ له بعَطَاءٍ"
يقول المهاتما غاندي :
"لا أحب كلمة التسامح ولكن لا أجد كلمة أفضل منها."  
ستيفن كوفي ( كاتب ومؤلف أمريكي )
"تعلم فن النسيان .. تعلم كيف تنسى لتعيش .. لا تتخذ موقفاً من كل حادثة تمر".


 :قال الله  تعالى  
.خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) صدق الله العظيم)

 عن أبي أيوب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ".
ومن عاشر الناس بالمسامحة، زاد استمتاعه بهم.لأن التسامح جزء من العدالة.
عن عائشة -رَضِيَ اللَّهُ عَنها  قالت:
 "ما ضَرَبَ رَسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- شيئًا قَطُّ بيَدِهِ، وَلَا امْرَأَةً، وَلَا خَادِمًا، إلَّا أَنْ يُجَاهِدَ في سَبيلِ اللهِ، وَما نِيلَ منه شيءٌ قَطُّ، فَيَنْتَقِمَ مِن صَاحِبِهِ، إلَّا أَنْ يُنْتَهَكَ شيءٌ مِن مَحَارِمِ اللهِ، فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-".

يقول الإمام الشافعي:                                                                            
 لما عفوت ولم أحقد على أحد   أرحت نفسي من هم العداوات                                 
 إني أحيي عدوي عند رؤيته   لأدفع الشر عني بالتحيات                                      
  وأُظهر البِشر للإنسان أبْغضه   كما إن قد حشا قلبي محبات                                   

  و يقول الدكتورإبراهيم الفقي :
"إن الذات السلبية في الإنسان هي التي تغضب وتأخذ بالثأر وتعاقب، بينما الطبيعة الحقيقية للإنسان هي النقاء وسماحة النفس والصفاء والتسامح مع الآخرين ".
  ان المتسامح يشعر بالراحة النفسية ،هذا  يرفع من شأنه بين الناس ويزداد حبهم له، فهو أداة تواصل بين جميع الشرائح الاجتماعية و بدون تفريق.
         جاء رجلا إلى النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: فقال يا رسولَ اللهِ:
 "أيُّ الناسِ أحبُّ إلى اللهِ؟ وأيُّ الأعمالِ أحبُّ إلى اللهِ؟ فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وأحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سُرُورٌ يدْخِلُهُ على مسلمٍ، أوْ يكْشِفُ عنهُ كُرْبَةً، أوْ يقْضِي عنهُ دَيْنًا، أوْ تَطْرُدُ عنهُ جُوعًا، ولأنْ أَمْشِي مع أَخٍ لي في حاجَةٍ أحبُّ إِلَيَّ من أنْ اعْتَكِفَ في هذا المسجدِ، يعني مسجدَ المدينةِ شهرًا، و مَنْ كَفَّ غضبَهُ سترَ اللهُ عَوْرَتَهُ، و مَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ، ولَوْ شاءَ أنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ مَلأَ اللهُ قلبَهُ رَجَاءً يومَ القيامةِ، ومَنْ مَشَى مع أَخِيهِ في حاجَةٍ حتى تتَهَيَّأَ لهُ أَثْبَتَ اللهُ قَدَمَهُ يومَ تَزُولُ الأَقْدَامِ، وإِنَّ سُوءَ الخُلُقِ يُفْسِدُ العَمَلَ، كما يُفْسِدُ الخَلُّ العَسَلَ".                                                          


يقول الإمام الشافعي:                                                
 لما عفوتُ ولم أحقدْ على أحدٍ   أرحتُ نفسي من هَمِّ العداواتِ
 كورت توشولسكي قال :
التسامح هو الشك بأن الآخر قد يكون على حق.
 قال علي بن ابي طالب كرم الله وجهه :
العفو يفسد من اللئيم بقدر ما يصلح من الكريم. 

 اما في الاسلام فكان تعامله مع الديانات الاسلامية الأخرى   كالآتي :

+ دين الصائبة :  

قال الله تعالى :
"إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ".

+  الديانة المسيحية :

هم أقرب الناس مودة للمسلمين
قال الله تعالى :
" لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَأوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ،وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ ۖ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ،وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ ".

 + الديانة اليهودية : 

أشد الناس عدواة .
 قال الله تعالى في محكم تنزيله : 
" لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ".

+ الاسلا م والهندوسية والبوذية:

قال الله تعالى  :
وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ ۚفَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ".

 تعامل الاسلام مع غير المسلمين 


 و انسقم تعامل الاسلام مع غير المسلمين فكان:

  + المستأمن : هم الذي أعطاهم الحاكم المسلم الآمان.     
 + المعاهد    : هم من تربطهم عهود مع المسلمين.       
 + الحربـــــــــي   : هو الذي ليس بينه بين المسلمين عهد
فعن سهل بن معاذ عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: 
"من كظم غيظًا وهو قادر على أن يُنفذه دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق، حتى يُخيِّره من أي الحور العين شاء".



فالأثر الأعظم والأهم، أن التسامح سبب لحب ومرضاة الله عز وجل.

اختم بهذه الدرر  :
فالحكمة تتغلب على التعصب والتسامح هو حكمة
                          والمنطق يتغلب على العنف والتسامح هومنطق
والشجاعة تتغلب على التهور والتسامح هو شجاعة
                          والحرية تتغلب على التكفير والتسامح هو حرية
صلي على النبي تربح

ليست هناك تعليقات