تفاءل وأحسن الظن/تربح
![]() |
أَبْشِرُوا وَأَمِّلُوا مَا يَسُرُّكُمْ
|
تفاءل وأحسن الظن/تربح
التفاؤل هبة
ربانية مجانية بدون جهد و لا مال.
التفاؤل كسوة
الايجابيين وحلة الحالمين وميزة العارفين
التفاؤل هبة الرب ، نزعة المخلوق لتوقع محصول ايجابي وجيد واستشعار النتائج الأفضل
للوقائع والأحداث والتماس الحول والقوة من
رب العباد.
إن
الشخص الذي تدربت نفسه على الثقة بالله و
الرضا بقضائه، دالت على التوكل على الحي القيوم الذي لا تأخذه سنة و لا نوم، لأن الثقة
بالله أزكى أمل و التوكل عليه أوفى عمل.
التفاؤل يدفع الإنسان نحو العطاء والعمل ،ويورث السكينة والهدوء
وراحة القلب وهدوء الأعصاب في أحرج
المواقف ،فهو أسعد الناس و أفضلهم ، لأنه سبب في حصول الخير، فالمتفاءل
بالخير مستبشر بحياة ملؤها المحبة والنجاح وذلك بتحقيق آماله وأحلامه.
والتفاؤل هو البعد عن التطير و التشاؤم والتفكير
السلبي الهدام المحبط،
قال الله تعالى في محكم التنزيل القرآن الكريم:
"قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا
لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ، قَالُوا
طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ
".
وقال صلى الله عليه وسلم
المجتبى المخصوص بالعز سيدي رسول الله:
" عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ
بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله
عليه وسلم يَقُولُ :لاَ طِيَرَةَ ، وَخَيْرُهَا الْفَأْلُ ، قَالُوا : وَمَا الْفَأْلُ
؟ قَالَ : الْكَلِمَةُ الصَّالِحَةُ يَسْمَعُهَا أَحَدُكُمْ".
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَالْحَسَنِ، عَنِ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ:مَنْ أَتَى كَاهِنًا أَوْ عَرَّافًا ،
فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ ،
فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ.
التفاؤل مضاد حيويا
التفاؤل مضاد حيويا للأمراض النفسية
كالخوف و القلق والاكتئاب
قد تجد محبطين و فاشلين يكيدون إليك و يشتمونك،
يقللون من شأنك ويتجاهلونك و لا يحترمونك، هذا شأنهم...فمن يتحدث خلفك فهو بديهيا وواقعيا خلفك، فلا تكترث، كلاب تنبح و ما
أكثرهم في مجتمعنا.
قد تصاب وعياذ بالله بمرض و تسوء صحتك ، فتخاف وتقلق وتحزن ،و تضيق نفسك
ويسرى اليأس إلى روحك فلا تجد معين ولا
مغيث ،وتعجز عن كلفة العلاج ، ويتصدع رأسك تفكيرا من هول ما أصابك ، وتلعن الوقت
والدهر والبلد وكل ما تعرف ، ويضيق أمامك الأفق ، وأسدل الستار وحل الظلام و توقفت
عقارب المناجاة والغوث، لعل ضارة
نافعة، صحت الأجسام بالعلل و رب منحة في طيها محنة.
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ ، عَنْ
أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
لاَ
تَسُبُّوا الدَّهْرَ ، فَإِنَّ اللهَ هُوَ الدَّهْرُ.
قد
تفقد أخا عزيزا أو قريبا حليما أو صاحبا صنديدا أو جارا رحيما.
قد تخسر منصبا مرموقا وكرسي منمقا أو جاها مسلطا.
قد تسقط في الامتحان مع الوالدين و الأبناء و
القرينة والمجتمع.
التفاؤل بالخير
أَبْشِرُوا وَأَمِّلُوا مَا يَسُرُّكُمْ (حديث).
التفاؤل بالخير والتبشير والاستبشار به، منهج نبوي قويم.
فقد روى الإمام أحمد وابن ماجه وغيرهما بسند
حسن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يُحِبُّ الْفَأْلَ الْحسَنَ ، وَيَكْرَهُ الطِّيَرَةَ. والطِّيَرَةَ: هي
التشاؤم بالشيء. وعند مسلم قال صلى الله عليه وسلم: «... وَأُحِبُّ الْفَأْلَ
الصَّالِحَ» ، وعند البخاري: « وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ الصَّالِحُ؛
الْكَلِمَةُ الْحسَنَةُ».
و كان صلى الله عليه وسلم إذا
عاد مريضاً يقول له: «لاَ بَأْسَ، طَهُورٌ إِنْ شَاءَ الله» يقول المناوي رحمه الله تعليقاً على ذلك : «
لأنه كان يحب الفأل الحسن، ويعدل عن اسم يتقبحه
العقل، وينفر منه الطبع».
ويقول ابن بطال رحمه الله :
«
كان -صلى الله عليه وسلم- يعجبه تغيير الاسم القبيح بالاسم الحسن على
وجه التفاؤل والتيمن؛ لأنه كان يعجبه الفأل الحسن، وقد غيّر رسول الله عدة أسامي.
ويقول كذلك رحمه الله:
جعل الله في فِطَر الناس محبة
الكلمة الطيبة والأنس بها، كما جعل فيهم الارتياح بالمنظر الأنيق والماء الصافي،
وإن كان لا يَملِكه ولا يشربه.
وكان من هديه صلى الله عليه
وسلم حبّ التيمّن في شأنه كله؛
قال الحافظ ابن حجر:
« قِيلَ: لأَنَّهُ كَانَ يُحِبّ
الْفَأْل الْحسَن؛ إِذْ أَصْحَاب الْيَمِين أَهْل الْجنَّة» .
اليأس يقطع أحياناً بصاحبـه لا
تيأسنَّ فإنَّ الكافـــي الله
الله يُحدِث بعد العسر
ميسـرة لا تجزعنَّ فإن القاســـم الله
إذا بُليت فثِقْ بالله وارضَ
بـه إنَّ الذي يكشف البلوى هو الله
واللهِ ما لكَ غير الله من
أحـدٍ فحسبُــك الله في كـلٍ لك
الله
لا تتشائم وعش متفائلا
ومن ممكن أن تعيش في بلد أو وطن أنت غريب عنه ،
وغريب عنك هو، فالفقر مدقع والفساد والرشوة و الساسة الحقودين المتغطرسين، والمدن
المتسخة ، والجهل والانحطاط و المحسوبية والتجاهل ( هذا حال الدول العربية) .
وخذ من الكلمات والجمل والعبارات المفتاحية
المحبطة :
أنا لا أستطيع...أنا عاجز...أنا غير قادر...أنا
يدي مشلولة...أنا خائف...أنا قلق... أنا كئيب...أنا حزين...أنا فقير... الدولة
فاسدة...المجتمع خبيث...السياسيون كائنات غريبة ومريبة... المال كل
شيء...العمل...؟ الأخلاق...؟ النساء...؟ الدين...؟
فيضع نفسه بهذه الأفكار أمام حائط برلين أو صور الصين،
تأمل معي كيف عالج خير الأنام سيدي رسول الله
صلى الله عليه وسلم موضوع الأنصاري الذي لازمته الهموم والديون ، عَنْ أَبِى
سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ قَالَ:
دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه
وسلم ذَاتَ يَوْمٍ الْمَسْجِدَ فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ يُقَالُ
لَهُ : أَبُو أُمَامَةَ فَقَالَ :
يَا أَبَا
أُمَامَةَ مَا لِي أَرَاكَ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ فِي غَيْرِ وَقْتِ الصَّلاَةِ
.
قَالَ هُمُومٌ لَزِمَتْنِى وَدُيُونٌ يَا
رَسُولَ اللهِ. قَالَ :
أَفَلاَ
أُعَلِّمُكَ كَلاَمًا إِذَا أَنْتَ قُلْتَهُ أَذْهَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
هَمَّكَ وَقَضَى عَنْكَ دَيْنَكَ .
قَالَ قُلْتُ بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ :
قُلْ إِذَا أَصْبَحْتَ وَإِذَا أَمْسَيْتَ
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ
الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ وَأَعُوذُ بِكَ
مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ وَقَهْرِ الرِّجَالِ .
قَالَ فَفَعَلْتُ ذَلِكَ فَأَذْهبَ اللَّهُ
عَزَّ وَجَلَّ هَمِّى وَقَضَى عَنِّى دَيْنِى.
مع
ذلك نحن نؤمن بأن في المحن منحا، و أن
النصر مع الصبر، و بأن مع العسر يسر، والمتفاءل يقرأ الأحداث ويستشعر الخير ويرى نور الأمل من خلال الغيوم ، فقد يحول كل
شيء ضدك و يبقى الله معك ،فكن مع الله يكن كل شيء معك ، فكل عسير إذا استعنت بالله
فهو هين ويسير .
بالتفاؤل نفرح للمستقبل وننظر بايجابية لكل شيء ، بإرادة حالمة وثابتة نحو
حياة أفضل هانئة وهادئة يغمرها الله بنوره وقدرته.
اياك من الوهن والحزن
كما خذر
الله للمسلمين الوهن والحزن
قال الله تعالى مخاطبا أصحاب
الرسول:
" ولا تَهِنُوا
وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * إِنْ
يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ
نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ
مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ".
ومن منا لا يعرف هذه
الأبيات الرائعة :
نعيبُ زماننا والعيبُ فينا *** وما لزمانِنا عيبٌ سوانا
ونهجو ذا الزمانَ بغير ذنبٍ *** ولو نطقَ الزمانُ لنا هجانا
وليس الذئبُ يأكل لحمَ ذئبٍ *** ويأكلُ بعضُنا بعضًا عيانا
ونهجو ذا الزمانَ بغير ذنبٍ *** ولو نطقَ الزمانُ لنا هجانا
وليس الذئبُ يأكل لحمَ ذئبٍ *** ويأكلُ بعضُنا بعضًا عيانا
عن الشيخان عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه وسلم، قال:
لا عدوى ولا طِيرة، ويُعجبني الفأل، قالوا: وما الفأل؟
قال: كلمة طيبة.
قال علي الهروي رحمه الله: معنى لا عدوى: نفي ما كانوا
عليه من أن المرض يُعدي بطبعه لا بفعله سبحانه.
الخاتمة
المتفاءل حبيب الله ووليه لأنه يحسن الظن في الله ويتوكل عليه ، وذلك
من الإيمان، والإنسان العاقل ينتهز الهبات الربانية المجانية ،فهي لا تكلفك
شيئا،فاغتنم الفرصة ولا تتركها تضيع
،وتفاءل لعل الله يجعل لك من كل ضيق مخرج ومن كل عسر يسر، وتمسك بالحياة فإنما خلقها
الله إليك.. أنت.. لتنعم بها ونحيا معا حياة طيبة كريمة، سامح ،أصـــبر، لا تغضب ،لا تعبث بمنح الله
،وأغلق الباب أمام سارقي الأحلام عابدي
التطير والتشاؤم.
صلي على النبي/ تربح

ليست هناك تعليقات